يوم الاحد الموافق
05/05/2024
الصفحة الرئيسية اجعلنا صفحة البداية اضفنا للمفضلة





























2009-04-27 16:15:24
طيور الجنة .. آخر هدايا المقاومة العراقية لأمريكا
إعلان أوباما عن الانسحاب من العراق بأسرع وقت ممكن لم يأت فقط نتيجة وعوده الانتخابية أو تزايد خسائر القوات الأمريكية وإنما لأن أي دقيقة بعد الآن تحمل لواشنطن ما لا يحمد عقباه والمقصود هنا
 " طيور الجنة " ، ففي 26 إبريل ، أعلنت مصادر تابعة للجيش العراقي عن ملاحقة عناصر خلية تقوم بتجنيد الأطفال والصبية العراقيين للقيام بهجمات ضد القوات الأمريكية والعراقية.
ونقل موقع أخبار العراق عن تلك المصادر قولها إنه تم إعتقال مجموعة من الأطفال مكونة من أربعة أفراد أعمارهم أقل من 14 عاما يطلقون على أنفسهم اسم "طيور الجنة" وتدربوا على تفجير العبوات الناسفة على الطرق فى كركوك ، مشيرة إلى أن الجماعات المرتبطة بالقاعدة استخدمت هؤلاء الأطفال لشن هجمات على القوات العراقية والأمريكية لدرجة أنهم استخدموهم في إحدى الحالات كغطاء لدفع سيارة مفخخة أمام نقطة تفتيش ببغداد قبل تفجير الشحنة التي تحملها.
ووفقا للمصادر السابقة ، فإن استخدام الأطفال لإطلاق القذائف الصاروخية وتفجير العبوات الناسفة على الطرق جاء على أساس أنهم أقل عرضة للاستهداف من قبل الجنود،غير أنه تم اكتشاف بعض عناصر الخلية الجديدة والتي اكتسبت اسمها من اعتقاد بعض المسلمين بأن الأطفال الذين يموتون يصبحون كالطيور في الجنة.
ورغم أن التصريحات السابقة تحاول تأليب الرأي العام ضد الجماعات المسلحة لاستخدامها الأطفال في هجماتها ، إلا أن الوقائع على الأرض تثبت عكس ذلك ، فانضمام بعض الأطفال للمقاومة هو رد فعل طبيعي على المآسي التي يتعرضون لها في عراق ما بعد صدام ، وهذا ما أكدته صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية عندما كشفت أن عجز الاحتلال الأمريكي في العراق عن توفير الحماية الأمنية والاجتماعية والمعيشية لشعب العراق شكل عاملاً أساسيا من عوامل النقمة والاستياء، ودافعاً من أجل الانخراط في صف المقاومة، أو في حدها الأدنى تأييدها والالتفاف حولها ودعمها بشتى الوسائل والسبل. 
وقالت في هذا الصدد " لم يعد أمام العراقي ما يخسره، هو خسر كل شيء ، ومن اللافت أن أطفال العراق انضموا إلى مقاومة الاحتلال الأمريكي سواء كان ذلك بإلقاء الحجارة على جنوده مثلما يفعل الأطفال الفلسطينيون أو بأشكال أخرى للمقاومة حيث تشير التقارير إلى أن بعض هؤلاء الأطفال يساعدون في جر القوات الأمريكية إلى كمائن تنصبها المقاومة العراقية ، وقد تكاثرت هذه الظاهرة في الرمادي وشوارع بغداد كتحد لخطة نوري المالكي الأمنية التي أطلق عليها اسم "معاً إلى الأمام".
وفي السياق ذاته ، كشفت منظمة اليونيسيف أن أوضاع الأطفال في العراق آخذة بالتدهور وأنها كانت في وضع أفضل قبل الغزو الأمريكي للبلاد عام 2003 ، وأوضح دان تولي مدير برنامج الطوارئ في المنظمة الأممية المعنية برعاية الطفولة في تقرير صدر في جنيف مؤخرا أن الأوضاع المعيشية للأطفال في العراق تتدهور عاما بعد عام ، فالوضع هذا العام أسوأ من العام الذي سبقه وهو بالتأكيد أسوأ بكثير من الفترة التي تلت الغزو مباشرة.
ووفقا للتقرير فإن العراقيين الآن لا يتمتعون بالحصول على سلة غذاء مدعومة من الحكومة كما كان الحال عليه إبان حكم الرئيس الراحل صدام حسين عندما لجأ إلى نظام توزيع الحصص التموينية لمواجهة العقوبات الاقتصادية التي شلت البلاد ، مؤكدا أن أوضاع النساء والأطفال في العراق تتدهور بشكل لافت للنظر منذ فبراير 2006 عندما تعرض مرقد الإمامين العسكريين في سامراء إلى هجوم تفجيري نجم عنه اقتتال طائفي وتهجير قسري ما زال مستمرا حتى الآن .
وأضاف "بغض النظر عن نقص بعض المواد كالحليب وأغذية الأطفال المدعمة بالحليب في لائحة الحصص التموينية ، فإن سلة الطعام الأساسية كانت مؤمنة بصورة عادلة في عهد صدام حسين لأن الحكومة كانت تحرص على توفير سلة غذاء متكاملة لشعبها" ، وانتهى التقرير إلى القول إن الأمهات يخشين إرسال أولادهن إلى المدارس أو أخذهم إلى المراكز الصحية للحصول على الرعاية الطبية والغذائية بسبب تدهور الأمن .
ومن جانبها ، كشفت صحيفة "الاندبندنت" البريطانية في تقرير لها في 26 إبريل 2009 أن غالبية ضحايا الغارات الجوية الأمريكية هم من الأطفال والنساء ، مشيرة إلى أن نسبة الأطفال من بين القتلى الذين سقطوا بسبب الغارات هي 39% ، بينما بلغت نسبة النساء الضحايا 46% ، وقد تأسس التقرير بناء على تحليل بيانات أكثر من 60 ألف قتيل في حوالي 14 ألف حادث منذ الغزو عام 2003.

عناصر من المقاومة العراقية

الإحصائيات السابقة تؤكد أن انضمام بعض أطفال العراق للمقاومة ليس خوفا من الجماعات المسلحة وإنما عن اقتناع تام بأنه لا مستقبل لهم في ظل الاحتلال ويبدو أن هذا الاحتلال بدأ يشعر بالفعل بخطر الأطفال على جنوده ، حيث وزعت القوات الأمريكية منشورات في بغداد حذرت الأطفال العراقيين من رمي العجلات العسكرية الأمريكية بالحجارة كما دعتهم إلي عدم حمل أسلحة لعب الأطفال ، محذرة من أنها قد تضطر لرمي الأطفال بالرصاص إذا اشتبهت بأنهم من المقاومة العراقية.
وتزامن توزيع المنشورات مع تزايد عمليات قذف الجنود الأمريكان بالحجارة في شوارع المدن العراقية خلال دورياتهم تشبها بأطفال فلسطين في انتفاضتهم ، كما تزامن مع مقتل طفل عراقي يبلغ من العمر سبع سنوات في منطقة بعقوبة شمال شرقي بغداد ، وكان الطفل يحمل لعبة أطفال بلاستيكية علي شكل سلاح رشاش ظنت القوات الأمريكية أنه سلاح حقيقي فقامت بإطلاق النار عليه وأردته قتيلا.
هذا التصرف الهمجي الذي ينم عن خوف شديد من أطفال العراق ، يؤكد من ناحية أنهم باتوا عرضة للقتل أكثر من أي وقت مضى ، ومن ناحية أخرى يبرهن على أن المقاومة لن تتوقف طالما ظل الاحتلال في بلاد الرافدين.


تعليقات        (اضف تعليق)

* الاسم الكامل
البريد الالكتروني
الحماية
* كود الحماية
البلد
هام جدا ادارة الموقع تحتفظ لنفسها الحق لالغاء التعليق او حذف بعض الكلمات منه في حال كانت المشاركة غير اخلاقية ولا تتماشى مع شروط الاستعمال. نرجو منكم الحفاظ على مستوى مشاركة رفيع.
مسؤولية التعقيب تقع على عاتق المعقبين انفسهم فقط
يمنع ادخال اي مضامين فيها اي تجاوز على قانون منع القذف والتشهير او اي قانون آخر
فيديو عبلين |  اخبار عبلين |  دليل عبلين |  عن عبلين |  العاب اونلاين |  للنشر والاعلان |  من نحن |  اتصل بنا | 
Online Users
Copyright © ibillin.com 2007-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع عبلين اون لاين
Developed & Designed by Sigma-Space.com | Hosting by Sigma-Hosting.com