يوم الجمعة الموافق
19/04/2024
الصفحة الرئيسية اجعلنا صفحة البداية اضفنا للمفضلة





























26/07/2014 - 04:01:30 am
الصومُ نارٌ ونور بقلم المربّي جاسر الياس داود
فجر صومٍ هلَّ (3)

الصومُ نارٌ ونور

 

لأول وهلة يظن القارئ بأن النار التي سنتحدّث عنها في هذا المقال، هي النار التي تلتهم باشتعالها الاشياء التي أمامها،  أو الموجودة في مكان الاشتعال. لا ، بل هي النار التي تُشعلُ بقلب الإنسان الإيمان القوي بالربّ، وتقرّبه منه كلّما صلّى وركع خاشعاً في هذا الشهر الكريم، شهر رمضان المبارك. 

الصلاة في هذا الشهر الكريم يُكثِر منها الانسان المؤمن الصائم، ويُكثر من التجويد والترتيل وقراءة السُوَر المكّيّة والمدنيّة ، من منطلق الإيمان الصادق بأهميّة هذه الواجبات والحسنات في هذا الشهر الكريم أيضاً، وبهذا يزيد من معرفته لِعمل المعروف والنهي عن المُنكر،" يا أيّها الذينَ آمنوا لا تتَّبعوا خُطُواتِ الشيطانِ وَمَنْ يتَّبعْ خُطواتِ الشيطانِ فإنّهُ يأمرُ بالفحشاءِ والمُنكرِ ولولا فضلُ اللهِ عليكُمْ ورحمتُهُ ما زَكى منكُم مِنْ أحَدٍ أبداً ولكنّ  اللهَ يُزَكّي مَنْ يشاءُ واللهُ سميعٌ عليمٌ " (سورة النور، آية 21).

وكذلك المسيحي المؤمن كلّما زاد معرفته بالإنجيل المقدّس وصلّى، وصل بمعرفته إلى أصول الدين المستقيم، التي إنْ صار بحسبها وعمل بها ملأ قلبه بالمحبّة الربّانيّة الحقّة، " أنتُم ملحُ الأرضِ.  ولكنْ إنْ فَسدَ الملحُ فبماذا يُملَّحُ. لا يصلحُ بعدُ لِشيءٍ إلّا لِأَنْ يُطرَحَ خارجاً ويُداسَ مِنَ الناسِ. أنتم نورُ العالَمِ." ( إنجيل متّى، الأَصحاحُ الخامسُ، عدد 13-14).

إنّ النار المتّقدة بقلب المؤمن بمحبّة الخالق، لَهِيَ الحصن الحصين أمام وسوسة الشيطان واغرائه للإنسان بالخيرات الأرضيّة الزمنيّة الزائلة.  فالشيطان يعمل منذ بداية الخليقة والكون في محاولاته بشتى الطرق من أجل السيطرة على أفئدة المؤمنين بالله، والعمل على التسلّط عليهم من أجل أن يسيطر بواسطتهم على الحياة الأرضيّة، وهكذا تنقلب حياتهم الأرضيّة إلى جحيم قبل أن يصلوا إلى الجحيم في يوم الدين أو يوم القيامة. " لقد أرسَلنا رُسُلنا بالبيّناتِ وأنزَلنا معهم الكتابَ والميزانَ ليقومَ الناسُ بالقِسْطِ وأنزلنا الحديدَ فيهِ باسٌ شديدٌ ومنافعُ للناسِ وَلِيَعْلَمَ اللهُ مَنْ يَنْصُرُهُ وَرُسُلَهُ بالغيْبِ انَّ اللهَ قوِيٌّ عَزيزٌ " (سورة الحديد، آية 25).

إنّ الإيمان القوي والثابت هو الطريق التي بواسطتها يستطيع المؤمنون الوصول الى النور الإلهي، الذي يُقوّيهم ويثبت إيمانهم    ويُشدّد خطواتهم نحو تحقيق التقرّب لله عزّ وجلّ، والعمل بحسب أوامره، كي يرضى علينا ويقوي اصرارنا على تحقيق أمنياتنا بالحياة الأرضيّة، وهكذا نكون قد ربحنا أنفسنا، وفزنا برضى الربّ آمين.

أمنيتي أن يهل فجر شهر رمضان القادم والسلام الحقيقي والحقّ قد حلّ فوق ربوع شرقنا الحبيب، ونالت كلّ شعوبه استقلالها وحريّتها مع العيش بكرامة، وكلّ رمضان وأنتم بألف خير آمين.

وصوماً مباركاً ومقبولاً وإفطاراً شهيّاً، وكلّ رمضان ورمضان وأنتم ونحن  والجميع بألف خير آمين

الداعي لكم بالخير

أخوكم بالإيمان

المربّي جاسر الياس داود

عبلين – الأراضي المقدّسة

الجمعة المبارك 25/7/2014م



تعليقات        (اضف تعليق)

* الاسم الكامل
البريد الالكتروني
الحماية
* كود الحماية
البلد
هام جدا ادارة الموقع تحتفظ لنفسها الحق لالغاء التعليق او حذف بعض الكلمات منه في حال كانت المشاركة غير اخلاقية ولا تتماشى مع شروط الاستعمال. نرجو منكم الحفاظ على مستوى مشاركة رفيع.
مسؤولية التعقيب تقع على عاتق المعقبين انفسهم فقط
يمنع ادخال اي مضامين فيها اي تجاوز على قانون منع القذف والتشهير او اي قانون آخر
فيديو عبلين |  اخبار عبلين |  دليل عبلين |  عن عبلين |  العاب اونلاين |  للنشر والاعلان |  من نحن |  اتصل بنا | 
Online Users
Copyright © ibillin.com 2007-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع عبلين اون لاين
Developed & Designed by Sigma-Space.com | Hosting by Sigma-Hosting.com