أزهارٌ يانعةٌ بفصل الربيع تفتَّحتْ
ففاحَ عبيرُها وبالمِسك اختلَطْ
فخجل الجوريُّ منها وتوارى
بظلال الياسمين الشاميّة وانحَنى
صبغت حمراؤه ثرى الوطن
حينَ عزَّ على البُستاني نقاوته
فضَحكَت الأرضُ ومن رائحته ارتوَت
وصاحت أولادي رُدّوا إليَّ
وفي حضني الدافئ احتَمَوْا
لا الجلادُ ولا الظالمُ روى
أسطورة الأبطال بحبِّ الأرض انتشى
غرّدت الأختُ وزغرَدَت الأمُّ وأنشدَت
بروحي فداكِ يا الأرض والشُهَدا
لِزيتونِكِ الأخضر بروحي لا أبْخل
وصخور الشاغور الصلدة أرقُب
فخديجة طهّرَت بجسدها
خطيّة حوا الأولى
وصاحَت أرض الملّ لنا
ولا أغلى منها أمانة
فخسارة الروح لا أغلى
وعناق الأرض أرخص
وطني ما زال يتألّم
وعن العزّة والكرامة يبحَث
في نسمات الأطفال وألعابهم
في تفحّص أعيُن المساكين
من مسنّين وعجائز
ما زالوا ينتظرون العودة
*****
هتافاتٌ هتافاتٌ هتافاتٌ
بِدْنا الاضراب
بِدْنا الاضراب
لن نُصلَب ثانيةً
لن نركعَ
إلّا للهِ الواحدِ الجبّار
ذهلةٌ عظيمةٌ
خيّمَ الصمتُ واشرأبّت الأعناقُ
في قاعة النقاشات
الكلُّ سامعٌ
الكلُّ ناصتٌ
نهضَ لم يخَفْ ولم يتأخّر
جرى الدَمُ وغلى
بشرايينهِ وقلبهِ تدَفَّقَ واعتلى
جسمه ارتعدَ وانكوى
صَدَحت الحناجر وذُرفت الدموع
أبو الأمين يا أمينُ
إعلنْها ولا تْلين
إنتِو من جماعة لينين
صاحَ القائدُ الخالدُ
"الشعب قرر الاضراب "
عبلين