مقولة قالها الراحل جمال عبد الناصر حين وقع اتفاق الوحدة العربية بين مصر وسوريا . فعلا سوريا هي كذلك رغم ما يجري من مؤامرة داخلية بدعم خارجي مصدره حريري لبنان الذي " ينتقم " من دور سوريا في المحافظة على وحدة لبنان وفي صد التآمر الغربي عليه . حريري لبنان "ينتقم " لمقتل والده رفيق ولذلك قرر الهروب من لبنان ليزعزع استقرار بشار وشعبه ويدير تأمره من السعودية منبع التآمر على الربيع العربي .

الجزيرة تكرر " جرائم " النظام السوري بقتل شعبه موجها سلاحه الى صدور السوري العربي من دبابات وصوارخ وطايرات بدلا ان يوجهها لتحرير الجولان المحتل منذ اكثر من 40 عاما ؟

العربية تقابل الجزيرة مدافعة عن الشعب السوري وعن حقوق الانسان السوري بينما سعودية حقوق الانسان تدوس كرامة الشعب السعودي موقع قناة العربية ولم تنبث ببنت شفة .

لا ادافع عن نظام الاسد وحزبه البعثي وانما ادرك خيوط المؤامرة على سوريا وشعبها , نظام الاسد كان من المفروض ان ينفذ الاصلاحات بعد تولي البشار الحكم لكن الرجل لم يفعل وانتظر كثيرا الى ان عاف الشعب السوري الانتظار , كان من المفروض البدء بها حال تسلمه زمام الحكم لكن قد يجوز بأن الاحداث الحالية استبقت الوقت فهبت " المعارضة " وبدأت الحراك مدعومة بأرهاب خارجي تدعمه امريكا وفرنسا التي تريد استعادة هيمنتها وهيبتها التي مرمغها الشعب السوري بالوحل قبل اكثر من قرن .

البشار ومع بدأ الاحتجاجات اعلن عن اصلاحاته والتي بدأت فعلا تتمحور لتشمل كافة القطاعات القانونية والاقتصادية والاجتماعية , لكن قوى الظلام الخارجية الداعمة الداخلية قطعت الطريق عليه فلجأت الى العصابات الارهابية المسلحة لتقتل وتنكل بالشعب السوري وتلبس لباس الجيش السوري متهمة اياه بالقتل والتنكيل وبتشويه جثث المقتولين ومشهد الجزيرة والعربية يتكرر ويزيف الوقائع .

لا ادري ان كنت عزيزي القارئ تتابع وتشاهد مسلسل " الارض الطيبة " تركي الصنع ودبلجة م . ب. س السعودية , فما يجري من قتل وتنكيل من عصابات مسلحة يجري اليوم من عصابات سورية تلبسها الجزيرة للجيش السوري . الجيش السوري الحقيقي لا يقتل الناس ولا يدافع عن عائلة بشار الاسد وعن نظامه وانما يحمي الشعب السوري من عصابات ارهابية هدفها خدمة اعضائها ومنتسبيها وخدمة امريكا واسرائيل وتركيا التي خذلت الشعب السوري وصديقها بشار الاسد لان امريكا امرت السيد اردوغان "حامي العروبة والحق العربي " ليلعب بورقتها مقابل ضغط امريكا على اوروبا لتقبل بتركيا عضوا في الاتحاد الاوروبي .

لا امريكا ولا اسرائيل ولا سعد الحريري ولا السعودية ولا قطر ولا الجزيرة التي تحرك ايديها امريكا ولا العربية السعودية تريد مصلحة الشعب السوري , بل تريد له عدم الاستقرار والامان والعيش الكريم واستقلالية القرار السياسي والتطور الاقتصادي , كلهم جميعا يريدون لسوريا مصيرا كما للعراق ولليبيا وافغانستان.

خيوط المؤامرة على سوريا ممتدة وستمتد الى ابعد من امريكا وغيرها لضرب مقاومة سوريا لسياسة امريكا واسرائيل , والنظام السوري صامد بوجه المؤامرة ولانه كذلك يشددون الخناق عليه واعتقد فأن سقط النظام السوري المقاوم لاطماع الاستعمار الامريكي فمن سيكون البديل , اليس نظام مستبد وعميل لاسرائيل وامريكا وتركيا معهما ؟ ان سقط النظام السوري المقاوم سوف تسقط معه المقاومة في لبنان وفلسطين لما فيه مصلحة اسرائيل واعوانها من العرب في السعودية والخليج العربي وعلى راسهم قطر والجزيرة والعربية ؟ عندها ستكون امريكا واعوانها الرابحين .

وفقا لما ذكر اعلاه اعتقد ان على النظام السوري :

اولا : الاسراع بوتيرة الاصلاحات الاساسية وعلى راسها تغيير الدستور بحيث ينص على انتخاب مباشر لرئيس الدولة , والغاء بند التوريث , تغيير شكل النظام بالغاء سياسة الحزب الواحد والقبول بتعددية حزبية .

ثانيا : اجراء انتخابات شرعية سريعة بمشاركة كافة الاحزاب والقوى السياسية السورية الفاعلة على الساحة السياسية .

ثالثا : استناد الديموقراطية والمساواة واحترام حقوق الانسان قاعدة اساسية لشكل حكم النظام , وضمان الحق في العمل والمساواة الاجتماعية والاقتصادية .

رابعا : تنظيف الشارع السوري من المجموعات الارهابية المسلحة المدعومة من الداخل والخارج والقابضة اجرتها من الخارج السوري وفضخ اعمالها الارهابية ضد الشعب السوري .

خامسا : اتخاذ الحوار الوطني الصادق مبدأا اساسيا لاجراء الاصلاحات المشروعة .

سوريا فعلا قلب العروبة النابض واستبعد انهارها وليأت الاخ برهان غليون بالبديل ان استطاع .