" على صدري قرآني وفي قلبي مسيحي، فهل تغضب؟!!!"
المُربّـي جاسر الياس داود - عبلين
إلى أبناء وطني الصغير عبلين الغالي على قلبي
بعد أيام وبالتحديد بتاريخ 11/11/2014م ستتوجّهون بغالبيّتكم إلى الوقوف أمام صناديق الإقتراع لانتخاب أعضاء ورئيس لمجلس و طنّا الصغير عبلين. عندها سيقف قسم منكم ويُدلي بصوته لصاحب الكرسي التي يستحقّها، والقسم الآخرسيقوم بالإدلاء بصوته لصديقه وابن عائلته وجاره، أو للذي عَمِل له معروفاً بسيطاً من منتخبي المصوّتين، وكان باستطاعة أي واحد من سكان البلدة أن يفعل مع هذا المواطن ما فعله منتخب المصوتين، ولكن صاحب الكرسي نسي بأنّه أُنتخب ليخدم أبناء وطنه الصغير عبلين، لا أن يُذكٌره بأنّه فعل معه كذا وكذا لهذا المواطن. وأعني بصاحب الكرسي كلّ أعضاء ورئاسة المجلس المحلي وليس لواحد معيّن منهم، فكلّهم أبناء وطني الصغير الذي أحبّه كثيراً لانتمائي البلدي له منذ نعومة أظفاري ، ولن أبدْله أو أستبدله بكلّ كنوز العالم. ومن حبّي لهذا الوطن أكنّ لكم محبّتي الصادقة، راجياً وداعياً الربّ أن يهديكم إلى الترفّع عن مصالحكم الشخصيّة الآنيّة، التي لا تُكسبكم رضى إلاّ مَنْ فعلتم معه معروفاً كي تكسبوه أو تحصلوا على صوته وأصوات الذين " يمون" عليهم من أجل أن يردّ لأحدكم هذا الجميل.
فيا أيّها العضو والرئيس المنتخب مستقبلاً، تذكّري بأنّ بناء الوطن الصغير عبلين يعتمد على بناء بني البشر الساكنين فيه، فإنْ بنينا أبناء هذا الوطن الصغير بناءً جيّداً وحسناً ومتيناً، ربنا وطناً مزدهراً، حرارياً ومتقدّماً في مجالات عديدة.
تتكاثر في هذه الفترة الأبواق " البشريّة" التي تتحدّث عمّن سيفوز بالانتخابات للرئاسة، مًُتناسين بأنّ هناك ١١ عضواً آخر غير الرئيس، ومثل هذه الأبواق لا تُنادي إلى المحافظة على اللحمة العبيلينيّة الحقيقيّة، بل تحاول إشعال الصراع الطائفي باستخدامها لعبارات: مَنّْ سيفوز بالرئاسة؟ ويأخذون بالتحليل والسرد العقلي المُتحجّر سياسياً، وكأنّهم يجعلون من أنفسهم " ربّ العباد" الذي يعرف ما سيحدث في هذا الوطن الصغير.
عبلين كانت وهي اليوم وستبقى البلدة والوطن الصغير الذي فوق صخوره الصلدة تتكسَّر كلّ المحاولات المعتمدة على العنصر الطائفي البغيض، عبلين بكلّ أطيافها وحاراتها ومساجدها وكنائسها ستبقى القاعدة المشتركة التي لا تفرّق بين مواطنيها مهما تبدّلت وتغيّرت الشخصيات التي تجلس على الكراسي الهشّة، لأنها زمنيّة، وما هو زمنيّة لا يدوم طويلا.
أدعوكم يا أهالي وطني الصغير عبلين أن تصوتوا للأشخاص الذين
فعلاً يترفّعون فوق مصلحتهم الشخصيّة، صوّتوا للذين باستطاعتهم خدمة هذا الوطن الغالي على قلوبنا، والمحافظة على أمواله لخدمة أبنائه جميعاً.
وإلى جميع المرشّحين للعضويّة أقول: فعلتم حسناً حين اتفقتم فيما بينكم، بأن لا تكون هناك دعايات ورقيّة أو لاصقات تلصق هنا وهناك، فإنّ هذا العمل يحافظ على مناظر الحارات والشوارع والأماكن العامّة حسنة وجميلة قبل وبعد الانتخابات، وآمل منكم جميعاً العمل على المحافظة أن يكون وطننا الصغير قدوةً للقرى والمدن العربيّة في هذه البلاد، وذلك في التعامل من أجل عدم إلغاء الآخر، والعمل سويّة ويداً بيد من أجل المحافظة على عبلين لكلّ العبلينيّين ، وألف مبروك سلفاً لكم جميعاً بدون استثناء.
وإلى الرئيس المنتخب مستقبلاً، كان مَنْ كان، أقول: عبلين بلدنا ولن نتنازل عنها أبداً، نحن نعيش كما عاش أجدادنا وآباؤنا متّحدين على عمل الخير ومُتباعدين عن كلْ شرٍّ. فاعمَل لكلّ أبناء عبلين وكأنّك تعمَل لأبنائكَ،وتذكّر بأنّ التاريخ سيُسجّل لكلّ مَنْ خدم من موقعه في هذه السلطة المحليّة في عبلين، وتذكّر أيّها الرئيس المنتخب بأنّ السلطة المحليّة ملك لكلّ أبناء عبلين، وهنا يستوقفني قول الشاعر:
وأعزّ ما في الدنيا وداد دائم.... أمّا المناصب فلا تدوم طويلا
وألف مبروك سلفاً للرئيس الذي تنتخبه جماهير عبلين، ولنحافظ على عبلين وطننا الصغير سالماً آمين.
الداعي لكم بالخير الدائم
أخوكم المُربّـي جاسر الياس داود.
الجمعة المبارك 7/11/2014م
الصفحة الرئيسية
اجعلنا صفحة البداية
اضفنا للمفضلة
